الأحد 23 نوفمبر 2025 02:50 مـ 2 جمادى آخر 1447 هـ
المجلة نيوز
رئيس مجلس الإدارةمحمد فوزي رئيس التحريرايمن أبو بكر
Embedded Image
×

البنوك المركزية تعود إلى الذهب بحثًا عن الأمان في زمن الاضطرابات الاقتصادية

الأحد 19 أكتوبر 2025 06:39 مـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
الذهب
الذهب

اتجهت البنوك المركزية حول العالم خلال الفترة الأخيرة إلى زيادة مشترياتها من الذهب بشكل ملحوظ، ‏في واحدة من أبرز التحولات في السياسة النقدية العالمية منذ عقود. ويمكن تلخيص أسباب هذا الاتجاه في ‏عدة عوامل مترابطة اقتصادية وجيوسياسية:‏

‏1. التحوط من التضخم وتقلبات العملات:‏
‏ في ظل الارتفاع المستمر في معدلات التضخم وتراجع القوة الشرائية للعملات الورقية، أصبح الذهب ‏وسيلة آمنة لحماية الأصول. فهو يحتفظ بقيمته على المدى الطويل، بخلاف العملات التي تتأثر بسياسات ‏الفائدة والطباعة النقدية.‏

‏2. تنويع الاحتياطيات بعيدًا عن الدولار:‏
‏ العديد من الدول، خاصة الناشئة، بدأت في تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي في احتياطاتها ‏الأجنبية. ومع تصاعد التوترات بين واشنطن وبعض القوى الاقتصادية مثل الصين وروسيا، أصبح ‏الذهب خيارًا استراتيجيًا لتقليل المخاطر المرتبطة بالهيمنة الدولارية.‏

‏3. الاضطرابات الجيوسياسية وعدم اليقين العالمي:‏
‏ الحروب، والعقوبات الاقتصادية، والصراعات التجارية دفعت البنوك المركزية إلى البحث عن أصول ‏لا يمكن تجميدها أو مصادرتها بسهولة، مثل الذهب الذي لا يعتمد على نظام مالي خارجي أو شبكة دفع ‏خاضعة لدولة معينة.‏

‏4. استقرار الذهب وموثوقيته عبر الزمن:‏
‏ يُنظر إلى الذهب بوصفه مخزنًا تقليديًا للقيمة منذ آلاف السنين. فعندما تتراجع الثقة في الأسواق أو في ‏العملات الرقمية الحديثة، يعود الذهب ليكون الملاذ الآمن المفضل للبنوك والمؤسسات المالية الكبرى.‏

‏5. التوجه نحو بناء استقلال مالي وسيادي:‏
‏ بعض الدول مثل الصين، وروسيا، وتركيا، والهند زادت احتياطاتها من الذهب في إطار سعيها لبناء ‏نظام مالي أكثر استقلالًا عن الغرب، وتعزيز مكانتها في التجارة الدولية بعملات محلية مدعومة بأصول ‏حقيقية.‏

وباختصار، يمكن القول إن شراء الذهب أصبح أداة استراتيجية للبنوك المركزية، ليس فقط كاستثمار ‏مالي، بل كـ درع اقتصادي في عالم تتزايد فيه التوترات السياسية والمخاطر الاقتصادية.‏