الأحد 23 نوفمبر 2025 02:50 مـ 2 جمادى آخر 1447 هـ
المجلة نيوز
رئيس مجلس الإدارةمحمد فوزي رئيس التحريرايمن أبو بكر
Embedded Image
×

‏قآن.. مقاتلة تركية تغير موازين القوة الجوية ‏

الأحد 19 أكتوبر 2025 06:46 مـ 26 ربيع آخر 1447 هـ
المقاتلة قآن
المقاتلة قآن

أعلنت تركيا عن مشروع طموح لتصنيع مقاتلة شبح من الجيل الخامس باسم "قآن" (المعروفة أيضاً باسم ‏‏"تي إف" أو سابقًا "إم إم يو")، في محاولة لتعويض تدريجي لطائرات إف-16 الأميركية التي تملكها ‏القوات الجوية التركية، والمقرر إخراجها تدريجيًا من الخدمة بحلول عام 2030.‏

في بداية مارس 2025 قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن مقاتلة "قآن" ستدخل مرحلة الإنتاج ‏المتسلسل قريبًا، في مؤشر على تسريع البرنامج بعد سنوات من العمل على التصاميم والبحوث.‏

بدأت تركيا العمل النظري على تصميم المقاتلة منذ 2011 كجزء من سعيها لتعزيز الاستقلالية في ‏الصناعات الدفاعية، وتبلور المشروع رسميًا في 5 أغسطس 2016 بعد توقيع اتفاق بين رئاسة ‏الصناعات الدفاعية وشركة "توساش" للصناعات الجوية والفضائية. الميزانية المعلنة للمشروع وصلت ‏إلى نحو 1.18 مليار دولار، مع جهود كبيرة لتوطين المكونات والتقنيات المحلية.‏

‏ أهداف البرنامج

‏ إنتاج مقاتلة شبح محلية تستطيع تغطية مهام جو-جو وجو-أرض المتقدمة.‏
‏ تعويض أسطول الإف-16 تدريجياً مع انتهاء دورة حياة الطائرات الأميركية.‏
‏ تحقيق الاكتفاء التكنولوجي وضمّ تركيا إلى صفوف الدول القليلة القادرة على إنتاج طائرات من الجيل ‏الخامس.‏
‏ فتح آفاق تصديرية للمنتج عبر عروض للأسواق الصديقة مستقبلًا.‏

‏ عناصر القوة والفرص

‏ توطين واسع للتقنيات يقلل الاعتماد على مورّدين خارجيين ويعزز سلسلة إمداد محلية.‏
‏ خبرة تراكمية لشركات ومراكز بحثية تركية عملت على أنظمة طيران متقدمة سابقًا.‏
‏ قيمة استراتيجية كبيرة: امتلاك منصة قتالية وطنية يمنح أنقرة مرونة سياسية وعسكرية أكبر.‏

‏ التحديات والمخاطر

‏ التعقيد التكنولوجي: مقاتلات الجيل الخامس تدمج قدرات شبحية متقدمة، حساسات متكاملة وأنظمة ‏إلكترونيات بعيدة عن سهولة التطوير.‏
‏ الميزانيات والتكلفة التشغيلية: مراحل التطوير والاختبار والإنتاج تتطلب تمويلًا مستمرًا وتكاليف باهظة.‏
‏ الجدول الزمني: الوصول إلى الإنتاج المتسلسل ثم القدرة القتالية المستقلة قد يستغرق سنوات إضافية ‏أمام الاختبارات والتكامل.‏
‏ الاعتماد على محركات وأنظمة حساسة التي قد تتطلب تقنيات دولية أو تطوير محلي معقد.‏

‏ ماذا يعني دخول "قآن" الخدمة؟

إذا نجح البرنامج ووصلت الطائرة إلى الإنتاج الفعلي ثم إلى الخدمة العملية، فستضع تركيا بين خمس ‏دول فقط تقريبًا لديها قدرات تصميم وإنتاج مقاتلات من الجيل الخامس، ما يعزز موقفها الدفاعي ‏وصناعتها الدفاعية ويقلل اعتمادها على مصادر أجنبية في مكونات حساسة.‏

مشروع "قآن" يعكس طموحًا واضحًا لدى أنقرة للسيطرة على مسار تطوير معداتها العسكرية، وتحويل ‏قطاع الدفاع إلى ركيزة للاقتصاد والسياسة الخارجية. الطريق أمام المشروع لا يزال محفوفًا بالتحديات ‏التقنية والمالية والجدولية، لكن التقدم نحو مرحلة الإنتاج المتسلسل بحسب إعلان مارس 2025 يمثل ‏مؤشرًا عمليًا على جدية التنفيذ وتصاعد وتيرة العمل.‏