قآن.. مقاتلة تركية تغير موازين القوة الجوية
أعلنت تركيا عن مشروع طموح لتصنيع مقاتلة شبح من الجيل الخامس باسم "قآن" (المعروفة أيضاً باسم "تي إف" أو سابقًا "إم إم يو")، في محاولة لتعويض تدريجي لطائرات إف-16 الأميركية التي تملكها القوات الجوية التركية، والمقرر إخراجها تدريجيًا من الخدمة بحلول عام 2030.
في بداية مارس 2025 قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن مقاتلة "قآن" ستدخل مرحلة الإنتاج المتسلسل قريبًا، في مؤشر على تسريع البرنامج بعد سنوات من العمل على التصاميم والبحوث.
بدأت تركيا العمل النظري على تصميم المقاتلة منذ 2011 كجزء من سعيها لتعزيز الاستقلالية في الصناعات الدفاعية، وتبلور المشروع رسميًا في 5 أغسطس 2016 بعد توقيع اتفاق بين رئاسة الصناعات الدفاعية وشركة "توساش" للصناعات الجوية والفضائية. الميزانية المعلنة للمشروع وصلت إلى نحو 1.18 مليار دولار، مع جهود كبيرة لتوطين المكونات والتقنيات المحلية.
أهداف البرنامج
إنتاج مقاتلة شبح محلية تستطيع تغطية مهام جو-جو وجو-أرض المتقدمة.
تعويض أسطول الإف-16 تدريجياً مع انتهاء دورة حياة الطائرات الأميركية.
تحقيق الاكتفاء التكنولوجي وضمّ تركيا إلى صفوف الدول القليلة القادرة على إنتاج طائرات من الجيل الخامس.
فتح آفاق تصديرية للمنتج عبر عروض للأسواق الصديقة مستقبلًا.
عناصر القوة والفرص
توطين واسع للتقنيات يقلل الاعتماد على مورّدين خارجيين ويعزز سلسلة إمداد محلية.
خبرة تراكمية لشركات ومراكز بحثية تركية عملت على أنظمة طيران متقدمة سابقًا.
قيمة استراتيجية كبيرة: امتلاك منصة قتالية وطنية يمنح أنقرة مرونة سياسية وعسكرية أكبر.
التحديات والمخاطر
التعقيد التكنولوجي: مقاتلات الجيل الخامس تدمج قدرات شبحية متقدمة، حساسات متكاملة وأنظمة إلكترونيات بعيدة عن سهولة التطوير.
الميزانيات والتكلفة التشغيلية: مراحل التطوير والاختبار والإنتاج تتطلب تمويلًا مستمرًا وتكاليف باهظة.
الجدول الزمني: الوصول إلى الإنتاج المتسلسل ثم القدرة القتالية المستقلة قد يستغرق سنوات إضافية أمام الاختبارات والتكامل.
الاعتماد على محركات وأنظمة حساسة التي قد تتطلب تقنيات دولية أو تطوير محلي معقد.
ماذا يعني دخول "قآن" الخدمة؟
إذا نجح البرنامج ووصلت الطائرة إلى الإنتاج الفعلي ثم إلى الخدمة العملية، فستضع تركيا بين خمس دول فقط تقريبًا لديها قدرات تصميم وإنتاج مقاتلات من الجيل الخامس، ما يعزز موقفها الدفاعي وصناعتها الدفاعية ويقلل اعتمادها على مصادر أجنبية في مكونات حساسة.
مشروع "قآن" يعكس طموحًا واضحًا لدى أنقرة للسيطرة على مسار تطوير معداتها العسكرية، وتحويل قطاع الدفاع إلى ركيزة للاقتصاد والسياسة الخارجية. الطريق أمام المشروع لا يزال محفوفًا بالتحديات التقنية والمالية والجدولية، لكن التقدم نحو مرحلة الإنتاج المتسلسل بحسب إعلان مارس 2025 يمثل مؤشرًا عمليًا على جدية التنفيذ وتصاعد وتيرة العمل.











