ترامب وبوتين وجها لوجه.. تفاصيل قمة ألاسكا

وسط اهتمام دولي واسع وترقّب سياسي على أعلى المستويات، تنطلق اليوم الجمعة في ولاية ألاسكا الأمريكية القمة المرتقبة التي تجمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، في أول لقاء مباشر بين الزعيمين منذ عام 2019، ما يجعلها محطة مفصلية في مسار العلاقات بين موسكو وواشنطن في ظل الظروف الدولية الراهنة.
أجواء ما قبل القمة
قبل وصوله إلى ألاسكا، حط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة ماجادان الواقعة في أقصى الشرق الروسي، حيث زار مواقع للإنتاج الصناعي وعقد اجتماعاً مع حاكم الإقليم سيرجي نوسوف.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بحسب "العين الإخبارية"، أن بوتين سيتوجه بعد ذلك إلى ألاسكا، للمشاركة في المحادثات الروسية–الأمريكية.
فيما تفصل بين ماجادان ومدينة أنكوراج، التي تستضيف القمة، مسافة تقارب 3 آلاف كيلومتر (نحو ألفي ميل)، أي ما يعادل أربع ساعات طيران.
وتكتسب الزيارة رمزيتها الخاصة، كون ألاسكا كانت أرضاً روسية قبل أن تباع للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، وهي أيضاً أول أرض غربية يزورها بوتين منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا في فبراير 2022.
مكان وزمن اللقاء
سيُعقد الاجتماع في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون الجوية، إحدى المنشآت العسكرية الأمريكية الرئيسية في ألاسكا، والتي لعبت دوراً محورياً في مراقبة التحركات الروسية عبر المحيط المتجمد الشمالي.
ومن المقرر أن يبدأ اللقاء عند الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت المحلي (19:30 بتوقيت جرينتش).
هذا اللقاء هو الأول بين بوتين وترامب منذ عودة الأخير إلى البيت الأبيض مطلع العام الحالي، ويأتي في ظل تغيّرات ميدانية لصالح روسيا على الجبهات الأوكرانية، ما يثير مخاوف القادة الأوروبيين من أن يسعى بوتين إلى استغلال القمة لدفع واشنطن نحو تسوية تُفرض على أوكرانيا.
جدول الأعمال
بحسب تصريحات الكرملين والبيت الأبيض، ستتناول المحادثات ملفات سياسية واقتصادية وأمنية ذات اهتمام مشترك، إضافة إلى ملف الحرب في أوكرانيا، ومستقبل العلاقات بين البلدين في ظل العقوبات المتبادلة والتوتر العسكري في أوروبا الشرقية.
وسيُعقد على هامش القمة لقاء ثنائي مغلق بين ترامب وبوتين، يعقبه مؤتمر صحفي مشترك، حيث يُنتظر أن يقدّم الطرفان ملامح ما توصلا إليه، أو على الأقل الخطوط العريضة للمحادثات.
تصريحات ما قبل اللقاء
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال للصحفيين في البيت الأبيض عشية القمة: "أنا رئيس، لن يعبث معي أحد... سأعرف خلال الدقيقتين أو الخمس دقائق الأولى ما إذا كان اجتماعنا جيداً أم سيئاً". "على حد وصفه".
وتابع: "إذا كان سيئاً، سينتهي سريعاً، وإذا كان جيداً فقد يقودنا إلى إحلال السلام في المستقبل القريب." " على حد تعبيره".
ترامب، الذي سبق أن واجه انتقادات حادة بعد قمة هلسنكي عام 2018 بسبب ما اعتُبر انحيازاً منه لموقف بوتين في قضية التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية، أكد هذه المرة أنه لن يكون "لقمة سائغة" للرئيس الروسي، وأن أي اتفاق محتمل بشأن أوكرانيا لن يُبرم من دونه إشراك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في قمة ثلاثية لاحقة.
كما أشار ترامب إلى أن مصطلح "تقاسم الأراضي" ليس بالضرورة سلبياً، في إشارة مبطنة إلى إمكانية قبول تسويات جغرافية، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في كييف.
الموقف الأوكراني
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي لم يتلقَّ دعوة للمشاركة في القمة، وصفها بأنها "مكافأة لبوتين"، مجدداً رفضه لأي تنازلات إقليمية لصالح روسيا.
الدبلوماسية الأمريكية
من جانبه، شدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو على أن أي اتفاق سلام مستقبلي يجب أن يتضمن ضمانات أمنية ملزمة لأوكرانيا، قائلاً: "لنحقق السلام، نعلم جميعاً أنه سيتعين علينا مناقشة ضمانات أمنية حقيقية."
أهمية القمة
القمة تُعد اختباراً جديداً للعلاقات الروسية–الأمريكية، ليس فقط على صعيد الحرب في أوكرانيا، بل أيضاً في الملفات الاستراتيجية مثل سباق التسلح، والطاقة، والتوازنات الجيوسياسية في القطب الشمالي.
ويرى مراقبون أن مجريات هذا اللقاء قد تحدد مسار العلاقات بين القوتين العظميين في السنوات المقبلة، إما نحو مزيد من التصعيد والمواجهة، أو نحو تهدئة حذرة قد تفتح الباب أمام تسويات كبرى في عدد من الملفات الدولية