جدل في نبراسكا بعد تحويل مركز لإعادة تأهيل السجناء إلى مركز احتجاز للمهاجرين
أثار قرار السلطات الأمريكية بتحويل معسكر العمل المعروف باسم "Cornhusker Clink" في ولاية نبراسكا إلى مركز احتجاز للمهاجرين غير الشرعيين، موجة من الجدل والانقسام داخل المجتمع المحلي، الذي اعتاد على اعتبار هذا المعسكر نموذجًا لإعادة تأهيل السجناء وتعزيز أخلاقيات العمل لديهم.
فبعد ما يقرب من 25 عامًا من تشغيل المعسكر كمرفق إصلاحي يُعرف باسم Work Ethic Camp، كان النزلاء فيه يؤدون أعمالًا خدمية للمجتمع المحلي مثل صيانة المباني، وتنظيف الحدائق، وتجهيز المرافق العامة مقابل أجور رمزية لا تتجاوز 3.78 دولارًا يوميًا، أعلنت السلطات الفيدرالية أن الموقع سيخضع لعملية تحويل شاملة ليصبح مركزًا لاحتجاز المهاجرين بإشراف وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE).
ويقول ميتس ستون، وهو سجين سابق قضى عامين في المعسكر بعد إدانته بقيادة تحت تأثير الكحول، إن التجربة كانت بمثابة "فرصة ثانية للحياة"، إذ ساعدته على الاندماج مجددًا في المجتمع وأصبح الآن موظفًا دائمًا في نفس المنشأة. وأضاف: "المعسكر ساعدني كثيرًا. لم يكن مجرد عقوبة، بل كان بداية جديدة".
لكنّ سكان المدينة الريفية الصغيرة ماكوك عبّروا عن قلقهم من تداعيات هذا التغيير على الأمن المحلي، وعلى طبيعة العلاقة بين المجتمع والسلطات الفيدرالية. ويرى بعضهم أن المشروع الجديد قد "يغيّر هوية المدينة الهادئة" ويؤثر على فرص العمل المحلية، بينما يرى آخرون أنه "فرصة اقتصادية" يمكن أن تخلق وظائف جديدة وتنعش الاقتصاد الإقليمي.
الجدير بالذكر أن تحويل المنشأة إلى مركز احتجاز يأتي في إطار خطة فيدرالية لتوسيع قدرات وكالة الهجرة في احتجاز المهاجرين بولايات الغرب الأوسط، وسط تصاعد الجدل السياسي حول سياسات الهجرة والحدود في الولايات المتحدة.
ويظل مصير مشروع "كورنهوسكر كلينك" بين مؤيد يرى فيه موردًا اقتصاديًا جديدًا، ومعارض يعتبره تراجعًا عن فلسفة الإصلاح وإعادة التأهيل التي ميّزت المعسكر على مدى ربع قرن.
