المجلة نيوز

بحثاً عن مخرج لأزمة غزة.. ترامب يجتمع مع قادة دول عربية وإسلامية

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 07:09 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ

في تطور قد يشكل نقطة تحول في مسار الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ ما يقارب العامين، عقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الثلاثاء اجتماعاً موسعاً مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية، على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وسط مساعٍ دبلوماسية مكثفة لإيجاد صيغة توقف نزيف الدم وتفتح الطريق أمام تسوية شاملة.

تفاصيل الاجتماع

وظهرت لقطات مصوّرة مقتضبة أظهرت الرئيس الأمريكي جالساً إلى جانب عدد من القادة، من أبرزهم رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى جانب شخصيات أخرى من قادة المنطقة.
وقد استهل ترامب اللقاء حسب "العين الإخبارية"، مرحباً بضيوفه، مشدداً على أهمية الاجتماع في ظل ما وصفه بـ"اللحظة الحرجة" من الحرب الدائرة في غزة. وقال: "اجتماعنا مع قادة في الشرق الأوسط مهم لإيجاد حل للحرب في غزة"، مضيفاً أن من بين الأولويات الملحّة في أي تسوية قادمة "تحرير كافة الرهائن المحتجزين داخل القطاع".

ماكرون يحذر من الحل العسكري

وقبيل هذا الاجتماع، التقى ترامب بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في نيويورك، حيث وجه الأخير انتقادات مباشرة للاعتماد المفرط على المقاربة العسكرية.
وقال ماكرون إن إسرائيل نجحت في "قتل قادة حماس الأساسيين"، واصفاً ذلك بـ"النجاح الكبير"، لكنه استدرك قائلاً: "ما زال عدد مسلحي حماس كما كان عليه في اليوم الأول من الحرب؛ وبالتالي فإن الحل العسكري وحده لا يصلح لتفكيك الحركة، وهذه ليست الطريقة المناسبة للتحرك".
وأكد ماكرون أن المجتمع الدولي بحاجة إلى "مسار كامل" يتجاوز العمليات العسكرية نحو تسوية سياسية، مشيراً إلى أن بلاده تعمل بجد على صياغة رؤية "لليوم التالي" لانتهاء الحرب.

غياب عباس وحضور قوي للقضية الفلسطينية

ورغم غياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن اجتماعات الجمعية العامة هذا العام، فإن القضية الفلسطينية فرضت نفسها بقوة على كلمات القادة في اليوم الأول من أعمال الدورة؛ فقد دعا العديد منهم إلى ضرورة وقف الحرب فوراً، معتبرين أن استمرارها يهدد الاستقرار الإقليمي والدولي على حد سواء.

مواقف متباينة داخل القاعة الأممية

في كلمته أمام الجمعية العامة، صعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لهجته، قائلاً إن ما يجري في غزة هو "إبادة جماعية متواصلة"، وأضاف: "حتى بينما نلتقي هنا يموت الأبرياء هناك؛ لا توجد حرب في غزة ولا يوجد طرفان للحرب؛ ما يجري هو غزو وإبادة جماعية وسياسة مذبحة جماعية".
أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش فقد شدد على ثنائية المطالب الدولية: "وقف فوري لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن"؛ وأضاف: "لا شيء يبرر هجوم حماس في السابع من أكتوبر، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل بحق سكان القطاع".

تقييم أولي للقاء

وبعد انتهاء الاجتماع، وصف ترامب المحادثات بأنها "جيدة للغاية"، بينما اكتفى الرئيس التركي أردوغان بوصفها بـ"المثمرة"، من دون تقديم تفاصيل إضافية حول مخرجات النقاش.
ويرى مراقبون أن الاجتماع يشكل محاولة أمريكية لتوسيع دائرة التشاور مع القوى الإقليمية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية المطالبة بوقف الحرب والبحث عن إطار سياسي شامل يضمن مستقبل القطاع بعد الحرب؛ ومع ذلك، ما تزال التفاصيل العملية لأي مبادرة محتملة غير واضحة، وسط تباين ملحوظ في أولويات الأطراف المختلفة، بين الدعوة لوقف شامل لإطلاق النار وبين التركيز على ملف الرهائن أو مسألة تفكيك حركة حماس.

خلفية الأزمة

وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية في ظل حرب طاحنة اندلعت منذ نحو عامين في غزة المنكوبة، خلّفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، ودماراً هائلاً في البنية التحتية للقطاع، وسط تحذيرات متواصلة من كارثة إنسانية غير مسبوقة.