الأحد 23 نوفمبر 2025 02:51 مـ 2 جمادى آخر 1447 هـ
المجلة نيوز
رئيس مجلس الإدارةمحمد فوزي رئيس التحريرايمن أبو بكر
Embedded Image
×

”إطلالة نورث”.. رد ناري من كيم كارداشيان على منتقدي ابنتها

الأحد 26 أكتوبر 2025 01:18 صـ 4 جمادى أول 1447 هـ

أشعلت كيم كارداشيان، نجمة تلفزيون الواقع الأمريكي الشهيرة، موجة واسعة من الجدل بعد نشر مقاطع مصوّرة لابنتها نورث ويست، البالغة من العمر 12 عامًا، ظهرت فيها بوشوم مؤقتة وثقب في الأنف وسن ذهبي لامع، في إطلالة وُصفت بأنها "جريئة وغير ملائمة لطفلة في هذا العمر".

اللقطات التي تم تداولها على نطاق واسع عبر تطبيق تيك توك، نُشرت عبر الحساب المشترك بين كيم وابنتها، وتضمنت مشاهد لنورث وهي تتفاعل مع صديقاتها بطريقة مرحة، محاكياتٍ إطلالات نجمات موسيقى الراب ومؤثرات الموضة.

إلا أن الفيديو سرعان ما تحوّل إلى مادة للنقاش بين متابعي النجمة، الذين انقسموا بين مؤيد يرى أن نورث تعبّر عن شخصيتها بحرية، ومعارض اعتبر أن ما حدث يمثل "تجاوزًا لبراءة الطفولة".

انتقادات حادة

على منصات التواصل الاجتماعي، عبّر عدد من المستخدمين عن استيائهم من الإطلالة التي اعتبروها "صادمة"، متسائلين عن سبب سماح كيم لابنتها بالظهور بهذه الهيئة، خصوصًا في سنّ لا تزال تُعدّ مرحلة مبكرة من الطفولة.
وكتب أحد المعلقين: "كيم تنقل معايير الشهرة إلى ابنتها مبكرًا جدًا؛ يجب أن تتركها تعيش طفولتها بدلًا من أن تقلد الكبار."

في المقابل، دافع آخرون عن حرية الطفلة، معتبرين أن الاهتمام المفرط بملابس أو مكياج نورث يعكس "نظرة مجتمعية ضيقة" لا تتقبّل أشكال التعبير الجديدة لدى الجيل الصغير.

وجاء رد الحساب المشترك بين كيم ونورث مقتضبًا، حيث نُشر تعليق قصير قال: "ليس هناك ما يستحق كل هذا الحديث."

عبارة بدت وكأنها ردّ مباشر على المنتقدين، في محاولة لتهدئة الجدل أو الإشارة إلى أن المسألة لا تتجاوز كونها تجربة عفوية لطفلة أمام الكاميرا.

كيم: "ابنتي تعرف ما تريد"

وفي مقابلة إذاعية عبر بودكاست Call Her Daddy، تحدثت كيم كارداشيان بتفصيل أكبر عن الضجة التي أثارتها مقاطع ابنتها، موضحةً أن نورث تمتلك شخصية قوية ومستقلة، وأنها تتمتع بثقة عالية في نفسها رغم صغر سنها.

وقالت: "نورث تعرف ما تحب، وهي ناضجة في كثير من الأمور؛ تقول لي دائمًا: ماما، لا يهمني إن لم يعجبهم شعري الأزرق أو أسلوبي، المهم أنني مرتاحة."

وأكدت النجمة حسب "العين الإخبارية"، أن ما يظهر للجمهور من قراراتها التربوية لا يمكن الحكم عليه بمعزل عن واقعها كأم تعيش حياتها تحت الأضواء منذ سنوات، مضيفةً: "تجربتي في تربية أطفالي تحدث أمام العالم كله، وهذا ليس سهلًا. أحيانًا نرتكب أخطاء، وأحيانًا نُنتقد بشدة، لكننا نتعلم كل يوم. كل ما أطلبه هو القليل من التفهم."

توازن بين الانفتاح والتربية

أوضحت كيم أن تربية الأطفال في بيئة إعلامية مفتوحة تتطلب قدرًا كبيرًا من التوازن بين السماح بالتعبير الشخصي والحفاظ على القيم الأسرية.

وقالت إنها تحاول دائمًا توجيه ابنتها دون فرض قيود قاسية، مشيرة إلى أن نورث تهتم بعالم التجميل والمكياج منذ صغرها.

وأضافت: "نورث تحب تجربة الألوان وأدوات التجميل؛ لديها فضول طبيعي تجاه هذا العالم، وأنا أوجّهها لتتعلم وتستخدم موهبتها بطريقة صحية، بدلًا من أن أمنعها وأطفئ شغفها."

وكشفت أن ابنتها تتابع بالفعل دروسًا متخصصة في المكياج التأثيري (Special Effects Makeup)، وتتعلم كيفية استخدام المواد التجميلية الفنية التي تُستخدم في السينما والعروض المسرحية، مؤكدة أن ما تفعله ليس مجرد تقليد بل تجربة تعليمية فنية.

جدل متكرر حول أسلوب كيم في التربية

الجدل الأخير ليس الأول من نوعه؛ فكيم كانت قد واجهت انتقادات مشابهة قبل أشهر، عندما ظهرت نورث في رحلة إلى روما مرتدية قطعة جلدية على أحد أصابعها تشبه "الثقب"، ما أثار تساؤلات مشابهة حول أسلوب تربيتها.

ورغم تلك الموجات المتكررة من الانتقادات، تؤكد كيم في كل مرة أنها تحاول تربية أبنائها على الاستقلالية والثقة بالنفس، في ظل بيئة شهيرة تتعرض فيها العائلة باستمرار للتدقيق العام.

وقالت في تصريحات سابقة: "أعلم أن ابنتي تُراقَب من العالم كله، لكني أريدها أن تشعر أنها تستطيع أن تكون نفسها، لا أن تعيش وفق توقعات الآخرين."

من كارداشيان إلى جيل جديد من الشهرة

يرى مراقبون أن ما يحدث مع نورث ويست يمثل تحولًا في مفهوم الشهرة العائلية التي صنعتها كيم كارداشيان منذ أكثر من عقد عبر برامج الواقع والإعلام الاجتماعي.
فبينما كانت كيم هي محور الاهتمام في الماضي، بدأت الأضواء تتحول تدريجيًا نحو ابنتها التي تبدو أكثر انفتاحًا على تجربة النجومية مبكرًا، في ظل ثقافة رقمية تمنح الأطفال مساحة أوسع من التعبير والظهور.

ويشير بعض خبراء علم الاجتماع إلى أن هذه الظاهرة تعكس تحديًا جديدًا أمام الأسر المشهورة، يتمثل في كيفية الموازنة بين الخصوصية العائلية ومقتضيات الشهرة الرقمية، خصوصًا في عالم تحكمه الخوارزميات والانتشار السريع للمحتوى.

بين حرية التعبير وحدود الطفولة

تسعى كيم كارداشيان، كما يبدو، إلى تقديم نموذج جديد للأمومة في عالم المشاهير — نموذج يسمح للأطفال بالتعبير عن ذواتهم دون خوف من الأحكام المسبقة.
لكن هذا النهج يثير في المقابل نقاشًا واسعًا حول حدود الحرية الشخصية للأطفال، ودور الأهل في ضبط هذه الحرية وسط ضغوط الشهرة ووسائل التواصل.

وفي النهاية، تبقى قضية نورث ويست أكثر من مجرد إطلالة على تيك توك؛ إنها مرآة لصراع ثقافي بين الأجيال حول مفاهيم الجمال، الهوية، والحرية — صراع لا تزال كيم وعائلتها في قلبه منذ أكثر من عقد من الزمن.