قصة أغنية في منزل أنثى السنجاب (فيديو)
في أحد أركان عالم أغاني الأطفال العربية، بزغ نجماً حديثاً استطاع أن يأسر قلوب الكبار والصغار على حد سواء: أغنية «في منزل أنثى السنجاب». الأغنية بدأت كجزء من سلسلة تعليمية موجهة للأطفال، لكنها تحولت إلى ظاهرة اجتماعية حقيقية، تُذكر في مختلف الدول العربية، وتُعد مثالاً على كيف يمكن أن تجمع بين الجانب الترفيهي والتربوي في آنٍ واحد.
أبرز المحطات
الأغنية من كلمات مريم الكرمي، التي عاشت في قرية صغيرة بمحافظة أسوان مصر، ولم تكمل تعليمها العالي، لكنها وجدت شغفها في كتابة أناشيد للأطفال.
فُرِضت على قناة قناة أسرتنا (Osratouna TV) التي تتخصص في محتوى الأطفال، وحققت من خلالها الأغنية انتشاراً واسعاً بين الأطفال والعائلات.
نجحت الأغنية في اجتياز مئات الملايين من المشاهدات على منصات النشر، حتى وصفها البعض بأنها «النسخة العربية من Baby Shark» لما وصلت إليه من رواج.
الفكرة والرسالة
رغم بساطتها الظاهرة، تحمل الأغنية رسالة تربوية مهمة: توعية الأطفال بأسلوب مرح حول حذر الأطفال من فتح الباب لأشخاص غرباء.
من كلماتها:
«في منزل أنثى السنجاب دق دق الباب…
من بالباب؟ أنا تيتا يا أولاد ومعي كعكة عيد ميلاد…
صوتك خشن أنت الثعلب اذهب اذهب يا كذاب…
ما دامت ماما بالخارج لن ندخل أبداً أغراب»
هذا النص يربط بين عالم الطفولة (منزل السنجاب، كعكة عيد ميلاد، اللعب) وبين تحذير واضح: لا تفتح الباب لغريب، لا تغلق الباب دون إذن، إلخ.
لماذا انتشرت بهذا الشكل؟
اللحن بسيط، والإيقاع مرح، ما جعلها سهلة الحفظ للأطفال وتتحول إلى ظاهرة «كرّر وشارك».
الكلمات بالعربية الفصحى (أو شبه فصحى) وليس باللهجة المحلية فقط، ما ساعدها على الانتشار في العديد من الدول العربية.
فكرة تعليمية – تربوية + عنصر ترفيه = تركيبة ناجحة في سوق أغاني الأطفال التي تحتاج إلى «مهمتين في أغنية واحدة».
وما زاد الأمر انتشاراً أن وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الفيديو مثل TikTok وYouTube استخدمتها الأطفال أو أولياء الأمور للغناء أو إعادة التمثيل أو حتى مجرد مشاركة الفيديو.
نسخ وملاحظات فنية
الغناء الأصلي يُنسب إلى «يقين وعبدالحق» من حيث الأداء (حسب المصادر) بينما كلماتها ومؤلفتها هي مريم الكرمي.
الأغنية تزخر بإعادة ترديد لجمل مثل «في منزل أنثى السنجاب دق دق الباب» و«دق دق دق… من بالباب؟»، ما يجعلها «نشيداً» أكثر منه أغنية عادية
التأثير الثقافي والاجتماعي
يمكن القول إن «في منزل أنثى السنجاب» قد أعادت إلى واجهة أغاني الأطفال العربية «قيمة الأغنية الجيدة» التي تجمع بين التعليم والمتعة، في وقت تكاد تغلب فيه أغاني الأطفال التجارية أو التي تركز فقط على التسلية.
كما أنها أعادت النقاش حول أهمية «محتوى الأطفال العربي المحلي» الذي يستطيع أن ينافس المحتوى الأجنبي إن وُجه بالشكل الصحيح.
