الأربعاء 24 سبتمبر 2025 09:31 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ
المجلة نيوز
رئيس مجلس الإدارةمحمد فوزي رئيس التحريرايمن أبو بكر
Embedded Image
×

تصعيد جديد.. انفجارات وتحليق مسيّرات فوق أسطول مساعدات غزة

الأربعاء 24 سبتمبر 2025 07:32 مـ 1 ربيع آخر 1447 هـ

في مشهد ينذر بتطورات خطيرة على صعيد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، أعلن نشطاء مؤيّدون للفلسطينيين أنهم تعرضوا ليلة الثلاثاء–الأربعاء لمضايقات واعتداءات جوية بينما كانوا على متن أسطول مساعدات في طريقه إلى قطاع غزة المحاصر، إذ أفادوا بسماع دوي انفجارات وسط تحليق مكثف لطائرات مسيّرة بالقرب من سفنهم في عرض البحر قبالة السواحل اليونانية.

تفاصيل الحادثة

وذكر بيان صادر عن "أسطول الصمود العالمي"، وهو تحالف من النشطاء الدوليين يسعى إلى كسر الحصار المفروض على غزة، أن "عدة طائرات مسيّرة أسقطت أجساماً مجهولة الهوية فوق الأسطول"، مضيفاً أن الاتصالات تعرضت لعمليات تشويش متعمد، فيما دوّت أصوات انفجارات على مقربة من عدد من القوارب المشاركة.
وأكد النشطاء أن ما لا يقل عن ثمانية انفجارات سُمعت قرب الأسطول المؤلف من نحو خمسين سفينة، كما أُلقيت مواد "غامضة" على بعض القوارب دون معرفة طبيعتها على الفور.

سوابق مماثلة

وأشار منظمو الحملة حسب "العين الإخبارية"، إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأسطول لاعتداءات من هذا النوع، إذ سبق أن واجه في وقت سابق هجمات قرب السواحل التونسية، حيث أُلقيت مواد حارقة على بعض السفن المشاركة.
ويُعتقد أن مثل هذه الاعتداءات تستهدف إجهاض محاولات وصول الأسطول إلى غزة، في ظل رفض إسرائيل المتكرر السماح لمثل هذه القوافل الإنسانية ببلوغ شواطئ القطاع.

السياق الإنساني والسياسي

يأتي هذا الحادث في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري الإسرائيلي الغاشم في غزة، حيث يعيش القطاع أزمة إنسانية غير مسبوقة جراء الحرب المستمرة منذ نحو عامين.
فيما يعتمد مئات الآلاف من سكان القطاع المنكوب على المساعدات الغذائية، فيما تحولت عمليات استهداف المدنيين أمام مراكز توزيع المعونات إلى مشهد متكرر أدى إلى مقتل المئات خلال الأشهر الماضية.

تحركات دبلوماسية متزامنة

ويتزامن هذا التصعيد مع تحركات دبلوماسية مكثفة على المستوى الدولي، أبرزها الاجتماع الذي عقده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الثلاثاء في نيويورك مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وضم اللقاء كلاً من رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى جانب آخرين.
وقد أكد ترامب في مستهل الاجتماع أن "اللقاء مهم لإيجاد حل للحرب في غزة"، مشدداً على ضرورة "تحرير جميع الرهائن".

دلالات وتداعيات

ويرى مراقبون أن تكرار استهداف أساطيل المساعدات الدولية يعكس حجم التعقيد الإنساني والسياسي للأزمة، إذ يضاف إلى الحصار المشدد على القطاع خطر مباشر يهدد المبادرات المدنية والإغاثية.
كما يُتوقع أن يزيد الحادث من الضغوط على الأطراف الدولية، خصوصاً في ظل الانتقادات الواسعة الموجهة لإسرائيل بشأن استهداف المدنيين وعرقلة وصول المساعدات.

وقف نزيف الدم

في ظل هذا المشهد المتداخل بين التصعيد الميداني والتحركات الدبلوماسية، يبقى الوضع في غزة رهناً بمدى قدرة المجتمع الدولي على بلورة صيغة توقف نزيف الدم وتضمن وصول المساعدات بأمان إلى ملايين السكان المحاصرين، وسط تخوف متزايد من تفاقم الكارثة الإنسانية.