محمد شحرور: رجس التماثيل تقديسها وليس صنعها أو عرضها كرمز ثقافي أو تاريخي
مع الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، أحد أضخم المشاريع الثقافية في تاريخ مصر الحديث، تعود إلى الواجهة من جديد نقاشات فكرية ودينية حول مشروعية عرض التماثيل الفرعونية والرموز القديمة، إذ يرى البعض أن هذه التماثيل “حرام” أو تمثل “وثنية” تخالف الدين، بينما يردّ آخرون بأن هذا الفهم ينطلق من خلطٍ بين “التاريخ” و”العبادة”.
وفي خضم هذا الجدل، استعاد متابعون ما طرحه المفكر الراحل الدكتور محمد شحرور في قراءته المعاصرة لمصطلحات التنزيل الحكيم، وتحديدًا حول معنى "الرجس"، حيث أوضح أنه لا يعني “الأصنام أو التماثيل” بحد ذاتها، بل يشير إلى الاختلاط في الأمور أو الالتباس الفكري، مثلما وصف القرآن حالة السُكر في قوله: «يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون».
وبيّن شحرور أن تقديس التماثيل هو ما يُعدّ “رجسًا”، وليس صنعها أو عرضها كرمز ثقافي أو تاريخي، إذ إن الخطأ لا يكمن في وجود المجسّم، بل في تحويله إلى موضوع عبادة.
وأضاف أن التماثيل التي تُعرض اليوم في المتاحف — مثل تمثال الملكة “حتشبسوت” أو الفرعون “رمسيس الثاني” — هي شواهد على هوية مصرية وحضارة إنسانية، وليست موضوعًا لعبادة أو تقديس.
