توتر قبل الكلاسيكو.. استقبال عدائي لِلامين يامال في مدريد
اشتعلت أجواء الكلاسيكو الإسباني قبل صافرة البداية بساعات، بعدما تعرّض لامين يامال، النجم الشاب لفريق برشلونة، لاستقبال عدائي من قِبل عدد من جماهير ريال مدريد في العاصمة الإسبانية مدريد، وذلك فور وصول بعثة النادي الكتالوني استعدادًا لمواجهة الغريم التقليدي مساء الأحد على ملعب "سانتياجو برنابيو" ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني لكرة القدم.
أجواء مشحونة قبل القمة
وصلت بعثة برشلونة إلى مدريد وسط إجراءات أمنية مشددة، في ظل حالة من الترقب الإعلامي والجماهيري للقاء الذي يعدّ أبرز مواجهات الموسم في الليجا.
وبينما كان اللاعبون ينزلون من الحافلة أمام فندق الإقامة، تداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر مجموعة من جماهير ريال مدريد وهم يطلقون هتافات غاضبة تجاه لامين يامال، في مشهد يعكس حجم التوتر المحيط بالمباراة.
وظهر في الفيديو عدد من المشجعين يصرخون بألفاظ عدائية تجاه اللاعب الشاب، فيما بدا يامال متماسكًا ومتجاهلًا الصيحات، متوجهًا بهدوء نحو مدخل الفندق تحت حماية أفراد الأمن.
تصريحات أشعلت النار
تأتي هذه الواقعة بعد أيام قليلة من تصريحات مثيرة أدلى بها لامين يامال في بث مباشر عبر منصة "دوري الملوك"، وهي بطولة ترفيهية لكرة القدم الإلكترونية يديرها النجم الإسباني السابق جيرارد بيكيه.
وخلال البث، قال يامال مازحًا إن ريال مدريد "يسرق ويشتكي"، في إشارة إلى ما يراه جمهور برشلونة "استفادة مفرطة" من قرارات الحكام، مع تلميح إلى أن النادي الملكي يشتكي رغم تلك المزايا التحكيمية.
التصريح، وإن جاء في سياق يبدو عفويًا، أثار موجة واسعة من الجدل بين جماهير الفريقين، واعتبره أنصار ريال مدريد "إهانة مباشرة" لناديهم العريق، مطالبين اللاعب بالاعتذار قبل الكلاسيكو.
غضب جماهيري
انتشرت التصريحات على نطاق واسع في الصحف الإسبانية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفت صحيفة "ماركا" المقربة من ريال مدريد كلام يامال بأنه "غير مسؤول من لاعب شاب لم يبلغ بعد سنّ النضج الإعلامي الكامل".
أما صحيفة "سبورت" الكتالونية فاعتبرت أن الهجوم الجماهيري عليه "رد فعل مبالغ فيه"، مشيدة ببرودة أعصابه وثقته العالية بنفسه رغم صغر سنه.
من جانبها، لم تصدر إدارة برشلونة أي بيان رسمي حول الواقعة، لكن مقربين من النادي أكدوا لوسائل إعلام إسبانية أن "الفريق يركّز على المباراة فقط ولا يريد الانخراط في أي جدالات جانبية".
لامين يامال تحت الضغط
يُعدّ لامين يامال (17 عامًا) أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الأوروبية، حيث جذب الأنظار منذ الموسم الماضي بأدائه المذهل وسرعته ومهاراته العالية.
ورغم صغر سنه، أصبح عنصرًا أساسيًا في تشكيلة المدرب هانسي فليك هذا الموسم، ونجح في تسجيل أهداف حاسمة، أبرزها في مباريات الكلاسيكو السابقة، حيث أحرز 3 أهداف وصنع هدفين في 4 مواجهات أمام ريال مدريد.
هذا التألق جعل الجماهير المدريدية تعتبره "الخصم رقم واحد" الجديد، في مشهد يذكّر بصراعات أسطورية سابقة بين لاعبين من الفريقين مثل ميسي وراموس، أو رونالدو وبيكيه.
الكلاسيكو أكثر من مجرد مباراة
تُعتبر مواجهة ريال مدريد وبرشلونة دائمًا أكثر من مجرد مباراة كرة قدم؛ فهي صراع رمزي بين مدرستين كرويتين وتاريخين متنافسين، يمتدان إلى السياسة والثقافة وحتى الهوية الإقليمية في إسبانيا.
ومع اشتداد المنافسة هذا الموسم على صدارة الليجا، تأتي مباراة الأحد وسط توتر غير مسبوق بسبب تصريحات اللاعبين واحتدام السجال الجماهيري على المنصات الرقمية.
وبحسب مراقبين رياضيين، فإن ما حدث مع لامين يامال قد يضيف وقودًا إضافيًا إلى نار المنافسة، وقد ينعكس على أجواء المباراة نفسها داخل الملعب، خاصة إذا تمكّن اللاعب الشاب من التسجيل أو صناعة هدف.
تعليقات وتحليلات
ومن جانبه علق المحلل الرياضي الإسباني خوانما رودريغيز لقناة “COPE” قائلًا: "ريال مدريد يمتلك جماهير غيورة جدًا على ناديها، وتصريحات يامال استفزت كثيرين، لكن لا يجب أن ننسى أنه شاب صغير، وهذه المواقف جزء من عملية نضجه الكروي."
بينما قالت الصحفية إليسا لورينتي من صحيفة “El Mundo Deportivo”: "لامين يامال أصبح هدفًا سهلًا للهجوم بسبب موهبته وتأثيره في مباريات الكلاسيكو. استقباله العدائي في مدريد ليس سوى انعكاس لمدى خوف المنافس من قدراته."
الكلمة الأخيرة في الميدان
مهما كانت حدة الجدل خارج المستطيل الأخضر، فإن الحسم الحقيقي سيبقى داخل الملعب عندما يتواجه ريال مدريد وبرشلونة على أرضية "سانتياجو برنابيو".
وبينما يحاول لامين يامال إثبات نضجه ورد اعتباره بالأداء لا بالكلمات، يأمل جمهور برشلونة أن تكون قدماه هما الرد الأقوى على كل ما قيل، في حين ينتظر جمهور ريال مدريد أن يردّ فريقهم في الميدان لا عبر الهتافات.
وهكذا، يبدو أن الكلاسيكو هذه المرة لن يكون صراعًا على النقاط فحسب، بل مواجهة مشحونة بالعواطف والرموز والتاريخ — بين شاب يافع لا يخاف من التصريحات، وجماهير لا تعرف التساهل حين يتعلق الأمر بشعارها الملكي.
