المجلة نيوز

السر غزة.. أكبر صندوق سيادي بالعالم يواصل التخارج من إسرائيل

الأربعاء 13 أغسطس 2025 12:20 صـ 18 صفر 1447 هـ

أعلن صندوق الثروة السيادي النرويجي، الأكبر في العالم بقيمة أصول تصل إلى تريليوني دولار، اليوم الثلاثاء، أنه يتوقع التخارج من مزيد من الشركات الإسرائيلية، في إطار مراجعة شاملة لاستثماراته على خلفية الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة والضفة الغربية.

خطوات تصعيدية في الاستثمار
وكان الصندوق قد أعلن أمس الإثنين إنهاء العقود مع ثلاث شركات لإدارة الأصول الخارجية كانت تتولى إدارة جزء من استثماراته في إسرائيل، بالإضافة إلى بيع بعض الأصول التي يملكها هناك. وأوضح أن هذه القرارات تأتي استجابة لتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، وما ترتب عليها من انتقادات واسعة للاستثمارات ذات الصلة بالقطاع العسكري الإسرائيلي.

وبدأت هذه المراجعة الأسبوع الماضي عقب تقارير إعلامية كشفت أن الصندوق استحوذ على حصة تزيد قليلًا عن 2% في شركة بيت شيمش المحدودة للمحركات، وهي شركة إسرائيلية تقدم خدمات للجيش الإسرائيلي، بما في ذلك صيانة الطائرات المقاتلة.

بيع الحصة في "بيت شيمش"
وأكد الصندوق اليوم أنه قام ببيع كامل حصته في شركة بيت شيمش، في حين امتنعت الشركة عن التعليق على القرار.

وتدير نورجيس بنك إنفستمنت مانجمنت، الذراع الاستثمارية للبنك المركزي النرويجي، الصندوق السيادي، وأعلنت أنها تخلصت خلال الأيام القليلة الماضية من استثمارات في 11 شركة إسرائيلية، بينها بيت شيمش، بعدما كانت تملك حصصًا في 61 شركة إسرائيلية حتى 30 يونيو الماضي، دون الكشف عن أسماء بقية الشركات التي تم التخارج منها.

مراجعة موسعة للملف
ويجري الصندوق حاليًا دراسة متعمقة بشأن 50 شركة إسرائيلية لا تزال ضمن محفظته الاستثمارية، على أن يقدم تقريرًا نهائيًا لوزارة المالية النرويجية بحلول 20 أغسطس المقبل.

وقال تروند جرانده، نائب الرئيس التنفيذي لنورجيس بنك إنفستمنت مانجمنت، في تصريحات لوكالة "رويترز": "هناك ما يدعو للاعتقاد بأنه ستكون هناك عمليات تخارج أخرى"، دون تحديد عدد الشركات أو القطاعات التي قد يشملها القرار.

موقف الحكومة النرويجية
ورغم هذه التحركات، استبعدت الحكومة النرويجية مرارًا سحب جميع الاستثمارات من إسرائيل، مشددة على أن قرارات التخارج تتم على أساس كل شركة على حدة، ولا تستهدف إسرائيل كدولة.

تقييم المخاطر وتأخر المراجعة
وكشف نيكولاي تانجن، الرئيس التنفيذي لنورجيس بنك إنفستمنت مانجمنت، أن الاستثمار في شركة بيت شيمش بدأ في نوفمبر2023، أي بعد شهر واحد من بدء الحرب في غزة، من خلال مدير استثمار خارجي لم يتم الكشف عن اسمه.

وأوضح تانجن أن الصندوق عقد اجتماعات دورية مع الشركة، إلا أن النقاشات ركزت على أنشطتها في الولايات المتحدة ولم تتطرق إلى الحرب في غزة. وأضاف أن سهم بيت شيمش صُنّف مبدئيًا على أنه متوسط المخاطر لأسباب أخلاقية، قبل أن يُعاد تقييمه في مايو الماضي باعتباره عالي المخاطر، مشيرًا إلى أن هذا التغيير كان ينبغي أن يتم في وقت أبكر، وأن المراجعة الأخلاقية للاستثمار كان يجب أن تكون أكثر دقة منذ البداية.